أوسلو نيوز – متابعات:
انتخب مجلس النواب اللبناني الخميس قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية، بعد أن نال 99 صوتاً من أصل 128، خلال الدورة الثانية من جلسة الانتخاب وهي الرابعة عشر في تسلسل محاولات المجلس لانتخاب رئيس، منهياً عامين من الشغور الرئاسي.
وأعلن نبيه بري رئيس مجلس النواب جوزيف عون رئيساً بعد حصوله على 99 صوتاً من أصل 128، فيما صوت 15 لأسماء أخرى، و9 قدموا أوراق بيضاء، و5 أصوات ملغاة.
وبعدها بدقائق أدى عون اليمين الدستورية رئيساً، وقال في خطاب أمام المجلس، إن مرحلة جديدة من تاريخ لبنان تبدأ، وتعهد بتطبيق إتفاق الهدنة مع إسرائيل، وتنفيذ حق الدولة في ٱحتكار السلاح.
وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد رفع جلسة انتخاب الرئيس في وقت سابق الخميس، بعد فشل النواب في إنتخاب رئيس، لعدم حصول المرشح الأبرز قائد الجيش جوزيف عون على 86 صوتاً المطلوبة، في الجولة الأولى من التصويت بجلسة اليوم.
وقال بري وقتها إنه سيرفع الجلسة لمادة ساعتين للتشاور قبل العودة لعقد جولة ثانية من التصويت، فاز بها عون وبفارق كبير.
وحصل عون في الجولة الأولى على 71 صوتاً فيما أدلى 37 نائباً بورقة بيضاء، و18 صوتاً عدها بري ملغاة لاحتوائها على خيارات غير المرشحين، أو عبارات إعتراضية مثل “السيادة والدستور”.
وعقد البرلمان اللبناني، الخميس، جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعدما فشل على مدار أكثر من عامين في وضع حد للشغور الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022.
وحضر نجيب ميقاتيةرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجلسة، فيما أفادت مراسلة “الشرق”، بتواجد أكثر من 70 شخصية دبلوماسية في مقر مجلس النواب.
واعترض بعض النواب قبل جولة التصويت الأولى على دستورية ترشيح العماد جوزيف عون للرئاسة، بسبب كونه القائد الحالي للجيش، حيث أن الدستور يمنع إنتخاب الموظفين العموميين من الفئة الأولى للمنصب. ووفقاً للمادة 49 من الدستور، فإن انتخاب أي مرشح يشغل منصباً حكومياً “يحتاج إلى تعديل دستوري”.
ودار خلاف بين النواب بشأن تفسير مواد الدستور، وقال نواب إن هذه الأوضاع غير العادية، تتيح ترشيح عون بعد عامين من الفراغ الرئاسي.
واعتمد رئيس البرلمان نبيه بري، على جواز ترشيح جوزيف عون، على سابقة مشابهة حدثت مع الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، حين تم إنتخابه في جلسة 25 مايو 2008 وكان قائداً للجيش آنذاك.
منصب شاغر
وظل المنصب شاغراً منذ انتهاء ولاية عون ومغادرته قصر بعبدا في أكتوبر 2022، رغم عقْد مجلس النواب 12 جلسة لاختيار الرئيس، كان آخرها في يونيو 2023.
ويتم اختيار من يشغل منصب الرئيس من خلال تصويت في البرلمان اللبناني، الذي يتألف من 128 مقعداً. وليس لدى أي تحالف سياسي بمفرده ما يكفي من المقاعد لفرض إختياره، ما يعني ضرورة التوصل إلى تفاهم بين الكتل المتنافسة من أجل إنتخاب مرشح.
ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من الانتخابات إلى غالبية ثلثي الأصوات، أي 86 صوتاً من أصل 128، للفوز. وفي حال جرت دورة ثانية، فالغالبية المطلوبة تكون بالأكثرية المطلقة، أي 65 صوتاً.
وبعد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس للبلاد، طُرحت بعض الأسماء لمنصب الرئيس، ومن بين هؤلاء رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، الذي أعلن الثلاثاء، انسحابه من السباق، معلناً في الوقت ذاته دعم قائد الجيش اللبناني جوزيف عون.
كما أعلنت قوى المعارضة، الأربعاء، دعمها عون لمنصب رئيس الجمهورية اللبنانية والاقتراع له “لأنه المرشح الذي يحظى بقدر كبير من التوافق”، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية الإعلام اللبنانية الرسمية.
ويتولى العماد جوزيف عون (60 عاماً) منصب قائد الجيش اللبناني منذ عام 2017، وقاد قواته خلال أزمة مالية طاحنة أصابت جزءاً كبيراً من الدولة اللبنانية بالشلل بعد إنهيار النظام المصرفي في عام 2019.
ما هي صلاحيات الرئيس؟
يمتلك رئيس لبنان صلاحيات متعلقة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، ومن أبرزها الدعوة إلى جلسات إستثنائية لمجلس النواب، وتأجيل إنعقاد مجلس النواب إلى أمد لا يتجاوز شهر واحد.
كما يمكن للرئيس في حالات محددة أن يطلب من رئيس مجلس الوزراء حل مجلس النواب قبل إنتهاء مدته الفعلية، وفي حالة قرر مجلس الوزراء حل المجلس، يصدر رئيس الجمهورية مرسوماً بذلك.
ويمتلك رئيس لبنان أيضاً حق إصدار القوانين وفق المهلة المحددة لإصدارها، كما أن له حق طلب إعادة النظر في القانون مرة واحدة، بالإضافة إلى حقه في مراجعة المجلس الدستوري في ما يتعلق بمراقبة دستورية القوانين.
ويحق للرئيس إقتراح إعادة النظر في الدستور، فتقدم الحكومة مشروع القانون إلى مجلس النواب، كما أن له الحق في البت بمشروع الموازنة.
الشرق للأخبار
التعليقات