أوسلو نيوز – متابعات:
عقب تقليده صورة كان قد نشرها زميله محمد رمضان، أثار الممثل المصري خالد سرحان، ضجة واسعة بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي.
وبطريقته الساخرة، ظهر سرحان وهو يجلس داخل حافلة (ميكروباص) بجانبه بضعة جنيهات متناثرة على كراسي متهرئة وممزقة، وارتسمت على وجه سرحان ملامح “الإرهاق والبؤس”.
ونشر الممثل المصري الصورة على حسابه على فيسبوك دون أي تعليق، إلا أنها حصدت تفاعلا واسعا ونالت إعجاب الكثيرين ممن أشادوا بواقعية المشهد الذي أداه للرد على “تصرف رمضان المستفز”، وفق وصفهم.
وكان رمضان قد نشر صورة وهو يجلس داخل طائرة خاصة، وبجانبه رزم من العملة الأمريكية الدولار.
وبينما بدت علامات الحزن والقهر واضحة في اللقطة الساخرة التي قدمها سرحان، ظهر رمضان بصورة إستعرض فيها “حياة البذخ”.
وبدا الفنان المصري غير مكترث بالدولارات المتكومة على يمينه، الأمر الذي أثار حفيظة متابعيه على منصات التواصل الإجتماعي.
صورة الدولارات تصل إلى البرلمان
دفعت صورة الدولارات الكثير من الفنانين والإعلاميين لانتقاد رمضان، ووصل الأمر إلى البرلمان المصري، إذ طالبت نائبة بمحاسبته والتأكد من مدى التزامه بدفع الضرائب.
ووفقا لموقع القاهرة 24، فقد تقدمت النائبة آمال عبد الحميد بطلب لوزير المالية لمطابقة ملف محمد رمضان الضريبي مع أرباحه الحقيقية.
وأشارت النائبة في بيان تداولته عدة وسائل إعلامية لما سمته بـ”مشاكل رمضان السابقة مع الضرائب”.
وأضافت قائلة “طوال مشواره الفني، لم نر لرمضان أي إسهامات أو مشاركات مجتمعية أسوة بغيره من الفنانين حول العالم”.
وختمت متسائلة “الفن مثل أي مهنة يتكسب منها الإنسان، لكن هناك سؤال يفرض نفسه حاليا، وهو هل يسدد محمد رمضان، ضرائب للوطن، تتطابق مع حجم أجوره الحقيقية؟”.
رمضان يتراجع عن الصورة
وتحت وطأة الانتقادات، حذف رمضان الصورة المثيرة للجدل، من على حسابه على إنستغرام.
واكتفى بتعديل الصورة واستبدالها على فيسبوك بأخرى لا تظهر فيها الأموال.
ولم يعلق الفنان المصري على صورة الدولارات أو الإنتقادات التي طالته. إلا أن وسائل إعلام ذكرت بأن الصورة المثيرة للجدل “التقطت خلال عودته من الولايات المتحدة عبر طائرته الخاصة التي تقدر قيمتها بـ 6 ملايين دولار”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها رمضان الجدل بنشر صور لأمواله أو إستعراض مظاهر الترف في حياته.
فالممثل الذي تحول إلى “ظاهرة رقمية وفنية “، دأب لسنوات على مخاطبة جمهوره من داخل الطائرات الخاصة والقصور الفارهة.
ففي عام 2021 ، أطل رمضان عبر مقطع فيديو وهو يلقي بحزمة من الدولارات في حوض للسباحة.
بعد ذلك المقطع، وجد رمضان الذي يلقب نفسه بـ”نمبر وان” أمام حملة مقاطعة جماهيرية. لكنه قال لاحقا إنها التقطت ضمن دعاية تجارية.
فقد تزامن إنتشار المقطع حينها مع صدور حكم قضائي ضد الفنان الشاب يلزمه بدفع تعويض لصالح الطيار الراحل أشرف أبو اليسر الذي فُصل من عمله على خلفية صورة جمعته برمضان داخل قمرة قيادة إحدى الطائرات أثناء تحليقها.
إنتقادات وتبريرات
بالعودة للجدل الدائر حول الصورة الأخيرة، يبرز فريقان، أحدهما ينتقد بشدة تصرفات رمضان في حين يحاول الفريق الثاني إلتماس الأعذار له.
ويقول متابعو رمضان إن الممثل والمغني المصري يقصد إستفزاز الجمهور، في وقت تعاني الطبقة الكادحة نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وتراجع قيمة العملة المحلية.
من ناحية أخرى، أشاد مغردون بالأسلوب الذي اعتمده خالد سرحان للرد على رمضان، قائلين إن “مهنة الفن تلزم صاحبها باحترام مشاعر جمهوره وتجسيد واقعهم بدلا من التباهي بإظهار الثراء الفاحش”.
لكن قائمة المآخذ التي يسجلها كثيرون على رمضان عادة ما تقابل بدفاع من محبيه ممن يتهمون جهات معينة بمحاولة “شيطنته وإستهدافه”.
كما يصر بعضهم على أن ما يقوم به رمضان لا يقصد به الإساءة إنما هو مجرد أداة للبقاء في “صدارة الترند”.
ورجحت صفحات على الفيسبوك بأن تكون صورة الدولارات جزءا من حملة دعائية للترويج لأغنية جديدة.
كذلك، رد البعض الآخر على انتقادات النائبة المصرية بإبراز الحوار الذي دار بينه وبين طبيب القلب جمال شعبان.
وقد عبر الطبيب عن استيائه من سلوك رمضان ودعاه للتبرع للمرضى عوضا عن الإستمرار في الاستعراض، ليستجيب الفنان لطلبه بمساعدة المستشفيات التي تنقصها معدات طبية، بحسب ما ذكرته صحف محلية.
رمضان وسيكولوجية الجماهير
كل مرة يقدم فيها محمد رمضان على نشر صورة يتجدد النقاش حول شخصيته وأعماله.
هناك شريحة من الجمهور تصف رمضان بالمتكبر وتعيب عليه تصرفاته وعباراته التي تنضح – حسب رأيهم – بالفوقية والتنمر.
لكن محمد رمضان يدافع عن نفسه بالتأكيد على أنه واحد من الشعب المصري ويحرص دوما على التذكير بماضيه ومعاناته من أجل تحقيق أحلامه.
غير أن بعض المغردين اتهموا النجم المصري “بالتلاعب بسيكولوجية الجماهير وبتضخم الأنا”.
وفي هذا السياق كتبت إحداهن “محمد رمضان رغم أنه نجم كبير وله شعبية بالملايين، إلا أنه لا يكتفي بذلك فيشتغل على سيكولوجية الجمهور، ويستمر بإثارة الجدل في كل مرة نوشك على نسيانه مستفيدا بسذاجة البعض”.
بدورها هاجمت لميس الحديدي محمد رمضان قائلة: «أعتقد أنه مش بيكلم الناس لأنه شايف نفسه أعلى بكتير منهم ولو كان فعلا بيكلم الناس كان حتى شعر بالذنب والتأنيب من الطيار الراحل الذي تسبب بشكل غير مباشر في فصله من عمله و إيذائه وقهره ووفاته ومش عارفة عايش إزاي ضميره مستريح الآن بهذه القصة، حتى لو كان تسبب بشكل غير مباشر في قهره ورفده من عمله هل بتاخد دواء بليل».
وقالت: «بتتباهي بالدولارات .. اللى إداك يدينا ياسيدي، ربنا هيفتح على البلد ومش هيبقى فيها أزمة، السؤال هتدخل بيهم المطار إزاي من صالة 4 الخاصة بالطيران الخاص».
على النقيض، تصف شريحة أخرى من الجماهير رمضان بأن محمد رمضان فنان ذكي إستطاع فهم خيال جمهوره والتعبير عنه، ويصف هؤلاء مشاعر الجماهير بأنها مؤقتة وإنفعالية عاطفية ويسهل تغييرها.
من هذا المنطلق، يقول البعض إن “قصة صعود رمضان نحو النجومية كفيلة بأن تبقيه على القمة لعدة سنوات، رغم الأزمات والحملات التي تلاحقه بين الفينة والأخرى”.
bbc عربي