أوسلو نيوز – متابعات:
عن أحدث ابتكاراتها في مجال الذكاء الإصطناعي، كشفت شركة جوجل عن أداء توليد للموسيقى قادرة على تحويل أمر نصي قصير إلى أغنية أو مقطوعة موسيقية، بيد أن المخاوف القانونية قد تحول دون مشاركة هذا الإبتكار مع الجمهور.
وكان عام 2022 قد شهد ثورة كبيرة في مجال الذكاء الإصطناعي، خاصة عندما أطلقت شركة OpenAI روبوت المحادثة ChatGPT ومنصة إنشاء الصور بالذكاء الإصطناعي DALL-E 2، وترافق ذلك مع ظهور أنظمة أخرى متقدمة من الذكاء الإصطناعي مع قدرات على إنشاء الصور أو النصوص حسب طلبات وتعليمات المستخدمين.
ولم يقتصر الأمر على ما سبق، فقد عمدت الشركات إلى تدريب أنظمة الذكاء الإصطناعي بحيث تستطيع إنشاء الموسيقى بما يتناسب مع النصوص أو الصوت أو الصور، ولعل أبرز الأمثلة عليها هو أداة Jukebox التي أطلقته شركة OpenAI عام 2020.
ومع ذلك لم يتحمس كثيرون لهذه الأدوات الموسيقية مثل حماسهم لأدوات إنشاء النصوص أو الصور، ومرجع ذلك إلى أن نتائجها عادية جداً؛ فمعظمها منخفض الجودة والدقة، ومفتقر إلى الهيكل الأساسي للأغنية.
بيد أنه طرأت تحسينات كثيرة على هذه الأدوات، ولعل أبرزها حالياً هو أداة MusicLM من جوجل، التي تنشئ الموسيقى باستخدام الذكاء الإصطناعي؛ فهي قادرة على إنشاء مقاطع صوتية مدتها 5 دقائق بما يتناسب مع النص المُدخَل، وصحيح أن هذه المقاطع الصوتية ليست بجودة عالية، غير أنها أشبه بأغاني البشر منها إلى الموسيقى المنشأة باستخدام أنظمة الذكاء الإصطناعي الأخرى.
واستعانت جوجل بأكثر من 280 ألف ساعة من التسجيلات الموسيقية لتدريب أداة MusicLM، واستخدمت لهذا الغرض نموذج MuLan، وهو نموذج مُدرب على ربط الموسيقى بالأوصاف المكتوبة بلغة طبيعية. وبعد ذلك أنشأت الشركة MusicCaps، وهي قاعدة بيانات تضم ما يربو عن 5500 تسجيل موسيقي متاح للجمهور بغرض تقييم مستوى المقاطع الموسيقية التي ينتجها نظام الذكاء الاصطناعي. ووضع خبراء موسيقيون تسميات توضيحية لكل مقطع، وأضافوا لوصف كل واحد منها وتصنيفها حسب النوع مثلاً.
وقارنت جوجل بعدها بين MusicLM وبين إثنين من أنظمة الذكاء الإصطناعي القادرة على تحويل النص إلى موسيقى، وهما Mubert و Riffusion، واعتمدت لهذه الغاية مجموعة من المقاييس الكمية لتقييم جودة الصوت في المقطع الموسيقي، ومدى التزامه بالنص.
وأعطت جوجل خبراء التقييم الأوصاف التوضيحية لقاعدة البيانات MusicCaps ومقطعين موسيقيين؛ قد يكونان كلاهما من إنشاء الذكاء الاصطناعي، أو يكون أحدهما من إنتاج الذكاء الاصطناعي والآخر من الموسيقى التي أخذت منها قاعدة البيانات وصفها وشرحها. طلب جوجل من الخبراء انتقاء أي المقاطع الموسيقية أمثل تطابقاً مع الأوصاف المعطاة. ونشر باحثو جوجل نتائجهم ضمن ورقة علمية مشيرين فيها إلى تفوق أداة MusicLM على الأنظمة الأخرى في جميع المجالات.
وعلى العموم ربما تستطيع أداة MusicLM إنتاج موسيقى قريبة من الموسيقى التي يبدعها البشر، ولكنها ما تزال عاجزة عن محاكاة هيكل الأغاني التقليدية، خاصة أنّ جودة الموسيقى التي تنتجها منخفضة جداً، وكلماتها غير مفهومة.
ومع ذلك ترى جوجل إن التحسينات المستقبلية ستركز على معالجة هذه المشكلات، وتحسين الجودة الإجمالية للصوت، والتخلص من المشكلة التي تحول دون إطلاق هذه الأداة للجمهور؛ والمقصود هنا الإشكالية القانونية المتعلقة بنسبة التطابق التي تقدر بنحو 1% بين موسيقى وبين قاعدة بيانات التدريب.
وكتب الباحثون بخصوص هذه الأمر: “إننا نقر بمخاطر الإختلاس الفكري المحتمل للمحتوى الإبداعي المرتبط بهذه المسألة، وإننا نشدد على ضرورة إجراء تحسينات مستقبلية لتلافي المخاطر المرتبطة بتوليد الموسيقى عبر أنظمة الذكاء الإصطناعي”.
المصدر: مينا تك