أوسلو نيوز – متابعات:
رغم أن الإنسان يقضي نحو ثلث حياته نائما، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم، هناك اعتقاد سائد أن النوم هو خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاج إليه الإنسان لتجديد نشاطه. والواقع المثبت علميا خلاف ذلك تماما.
حيث إنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض، بل على العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم، كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض. وتعتبر هذه المعلومات والحقائق العلمية حديثة في عمر الزمن، حيث إن بعض المراجع الطبية لم تتطرق إليها بعد.
ويعتبر النوم من العوامل المهمة جدا لصحة الإنسان، فبدونه تظل أجهزة الجسم تعمل على مدار الساعة وهو ما يخالف طبيعة عملها ويؤدي في النهاية إلى عواقف وخيمة.
ولكن ألم يخطر في بالك من قبل، سؤالا حول المدة التي يستطيع خلالها جسمك أن يظل طبيعيا دون نوم؟، فهناك مدة محددة إذا ما تجاوزتها تبدأ الكوارث في الظهور والتفاقم كلما إزداد الأمر.
وهذا السؤال حاول العديد من العلماء الإجابة عنه عبر سلسلة طويلة التجارب والدراسات، فبحث سابق أجري على الفئران، أثبت أن هذا الحيوان يستطيع العيش دون نوم لفترة لا تقل عن 11 يوما ولا تزيد عن 32 يوما وبعدها تبدأ في الموت.
ولم تثبت أيا من الدراسات السبب الرئيسي الذي أدى لوفاة الفئران، حيث إنه في بعض التجارب كان يتم إيقاظ الفئران بواسطة صدمات كهربائية في حالة رغبتها في النوم وهو ما قد يكون سببا كافيا لوفاتها لعدم قدرة جهازها العصبي على تحمل المزيد من الصدمات.
وفي البحث المذكور لم يتم التحديد على وجه الدقة ما هي المدة التي قد يقضيها الإنسان مستيقظا دون نوم ولكن الأمر المؤكد هو أن الإنسان سوف يموت بعد فترة من عدم النوم إطلاقا.
وهناك بعض الأمراض الوراثية التي قد تؤدي إلى عدم القدرة على النوم مطلقا، كمرض «الأرق الوراثي المميت»، والذي يعد مرضا نادرا يصيب المخ وينتقل بالوراثة ويتطور مع مرور الوقت من الأرض إلى الهلوسة وفقدان الكثير من الوزن وصولا إلى الخرف قبل الوصول للمحطة النهائية وهي مفارقة الحياة.
ويعتبر مايكل كورك هو الحالة الأكثر شهرة لهذا المرض، حيث توفى بعد 6 أشهر من إصابته بالمرض وفقدان الرغبة نهائيا في النوم، وأكدت الدراسات التي أجريت على هذه الحالة أنه لم يتم التوصل ما إذا كان عدم النوم هو الذي أدى في النهاية للوفاة أم أن هناك عوامل أخرى لم تكتشف في سياق الإصابة بهذا المرض، مشيرين إلى أنه لم يمكنهم الجزم بأن هذه الفترة هي المدة الفعلية التي يستطيع الشخص البقاء خلالها على قيد الحياة بدون نوم.
وخلاصة القول أن كل الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد لم تستطع تحديد مدة زمنية ثابتة للبقاء دون نوم،
ولكنهم في الوقت نفسه يسعون للوقوف على أهمية النوم لجسم الإنسان والتحديد بدقة المدة التي قد يحياها الفرد مستيقظا، مشددين على ضرورة الحرص على تلبية حاجة الجسم من النوم، حيث إن الحرمان منهم له آثار سلبية مدمرة لصحة الإنسان.
المصدر: القيادي