أوسلو نيوز – متابعات:
تدهورت العملة اللبنانية الثلاثاء إلى مستوى غير مسبوق حيث بلغ سعر صرفها 100 ألف في مقابل الدولار الواحد في السوق الموازية، على ما ذكرت مكاتب صيرفة في البلاد الغارقة في أزمة اقتصادية ومالية خانقة.
وسجل هذا المستوى القياسي في وقت استأنفت المصارف إضرابا مفتوحا.
وكان سعر الصرف الرسمي حدد عند مستوى 15 ألف ليرة في مقابل الدولار في شباط/ فبراير الماضي، مقارنة مع 1507 ليرات سابقا .
ويبقى سعر الصرف الرسمي هذا أقل بست مرات من السعر الفعلي لليرة في السوق الموازية حيث يتم التداول بالعملة اللبنانية الثلاثاء بمئة ألف ليرة في مقابل الدولار، بحسب مكاتب صيرفة.
ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وتوقف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.
واستأنفت المصارف الثلاثاء إضرابا مفتوحا كانت باشرته في شباط/ فبراير إحتجاجا على قرارات قضائية ألزم بعضها المصارف بقبول تسديد ديون بالعملة الأجنبية عائدة لها، بالليرة اللبنانية، فيما ألزمتها قرارات أخرى بتسديد ودائع لبعض المودعين بالعملة الأجنبية. ووصفت المصارف هذه القرارات بأنها “تعسفية”، مشيرة الى أنها “تكيل بمكيالين”، بحسب بيان صدر عن جمعية المصارف.
ولم يعد بإمكان المودعين الوصول إلى مدخراتهم العالقة في المصارف اللبنانية التي فرضت قيود ا على عمليات السحب وتحويل الأموال.
بعد عدة شكاوى، أصدر قضاة قرارات بمنع التصرف بأملاك عدد من المصارف وأموال رؤساء وأعضاء مجالس إداراتها.
وأعادت المصارف فتح أبوابها بعدما تدخل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في نهاية شباط/فبراير.
منذ صيف العام 2019، يشهد لبنان أزمة إقتصادية صنفها البنك الدولي بين الأسوأ منذ العام 1850، وتعتبر الأسوأ في تاريخ لبنان.
وارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل هائل منذ العام 2019. ويفيد البنك الدولي أن نسبة التضخم بلغت 332 % من كانون الثاني/يناير 2021 إلى تموز/يوليو 2022، وهي الأعلى في العالم.
ويزيد الشلل السياسي الوضع سوءا ، في ظل فراغ رئاسي منذ أشهر تدير خلاله البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، بينها إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لتقديم الدعم من أجل وقف النزيف الحاصل.
ومنذ إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في إنتخاب رئيس جراء انقسامات سياسية عميقة، إذ لا يملك أي فريق أكثرية برلمانية تخوله إيصال مرشح.
ويأتي تراجع قيمة الليرة اللبنانية إلى هذا المستوى القياسي الثلاثاء غداة إبلاغ القضاء اللبناني حاكم المصرف المركزي رياض سلامة بوجوب الحضور إلى جلسة إستماع الأربعاء مع محققين أوروبيين، يزورون بيروت للمرة الثانية في إطار تحقيقات حول ثروته، وفق ما أفاد مسؤول قضائي وكالة فرانس برس.
المصدر: MAROC24